لقد شهد العالم البشري منذ بدايته العديد من الاختراعات والاكتشافات المختلفة التي غيرّت مجرى التاريخ بأكمله، والتي من ضمنها بل يمكن اعتبارها من أهمها هي الأوراق، والتي كان لها دورٌ كبيرٌ في تطوّر الإنسان عن طريق الكتابة عليها، فقد أسهمت الأوراق في إيصال الحضارات القديمة بأدق تفاصيلها والمعارف التي توصّلوا إليها إلى الأجيال التي تليها حتّى وصلت إلينا، كما ساهمت في تواصل البشر مع بعضهم البعض، إلى جانب الكثير من المساهمات الأخرى، فلولا صناعة الأوراق لما استطاع البشر الوصول إلى العديد من الاختراعات المختلفة ولما استطاعوا عمل العديد من الأعمال المختلفة التي تعتبر الأوراق أمراً أساسيّاً فيها. وقد بدأت صناعة الأوراق في بادئ الأمر لدى الصينيين الذين قاموا بصناعة الورق من القرن الأول للميلاد، حيث إنّ الورق كانت قد تمت صناعته باستخدام الأخشاب أو الخرق البالية والنباتات التي تحتوي على الألياف، ويتم تحسينه باستخدام بعض المواد الأخرى كلحاء الشجر والقنب، فيتم طحن هذه المواد المختلفة مع بعضها البعض في مطاحن خاصّة بعد أن يتم غسلها جيّداً للتخلّص من ألوانها، ومن ثمّ تضاف إلى العجينة الناتجة كميةٌ من الماء حتّى تصبح ذات قوام سائل، ومن بعدها يتم أخذ الخليط، وتصفيته، والحصول على الألياف المتبقيّة منه، والتي يتم نشرها تحت أشعة الشمس لتجفيفها، ولاحقاً يتم صقل الألياف مع الدقيق والنشا، ومن ثم تجفبفها للحصول على الورق الذي كان يستخدمه الصينيون في ذلك الوقت والذي نراه في مخطوطتهم المختلفة. وقد تمّ تطوير صناعة الورق شيئاً فشيئاً إلى أن وصلت لما هو عليه في وقتنا الحالي، ودخلت عليها التكنولوجيا المختلفة كما دخلت على جميع الصناعات الأخرى، فأصبحت صناعة الأوراق في الوقت الحالي تتم آلياً، وبعدّة أشكالٍ، وأحجامٍ، وأنواع يقوم كلٌّ منها بخدمة غرض معيّن كالتغليف، والكتابة، وأوراق الرسم وغيرها، فتتم صناعة الأوراق في الوقت الحالي من ألياف السيليلوز التي توجد في لحاء النباتات المختلفة والأشجار، ومن ثمّ غربلة السيليلوز، وعندما تخرج هذه الألياف من الغربال تتشابك مع بعضها البعض، ومن ثم ّتجفف فتتكوّن روابط بينها منتجةً بذلك الأوراق التي نعرفها، ومن بعد ذلك يتم قياس قوّة الأاوراق ولمعانه وغيرها من الخصائص المختلفة لهذه الأوراق باستخدام آلاتٍ مختلفة بناءً على التطبيقات التي ستقوم هذه الأوراق بخدمتها، أمّا أوراق الوقت الحالي والتي يتم صناعتها عن طريق الاستعانة بالآلات، باتت تختلف عن تلك الأوراق التي كانت تُصنع بشكل يدوي، حيث يتمثّل الاختلاف الأكب بالانتظام الكبير في الألياف الورقيّة المصنّعة عن طريق الآلات، وبما أنّ الأوراق مصنوعةٌ من الأخشاب فهي تعد صديقةٌ للبيئة، تمتاز بإمكانيّة إعادة تدويرها.
الثلاثاء، 2 فبراير 2016
كيف تتم صناعة الورق
لقد شهد العالم البشري منذ بدايته العديد من الاختراعات والاكتشافات المختلفة التي غيرّت مجرى التاريخ بأكمله، والتي من ضمنها بل يمكن اعتبارها من أهمها هي الأوراق، والتي كان لها دورٌ كبيرٌ في تطوّر الإنسان عن طريق الكتابة عليها، فقد أسهمت الأوراق في إيصال الحضارات القديمة بأدق تفاصيلها والمعارف التي توصّلوا إليها إلى الأجيال التي تليها حتّى وصلت إلينا، كما ساهمت في تواصل البشر مع بعضهم البعض، إلى جانب الكثير من المساهمات الأخرى، فلولا صناعة الأوراق لما استطاع البشر الوصول إلى العديد من الاختراعات المختلفة ولما استطاعوا عمل العديد من الأعمال المختلفة التي تعتبر الأوراق أمراً أساسيّاً فيها. وقد بدأت صناعة الأوراق في بادئ الأمر لدى الصينيين الذين قاموا بصناعة الورق من القرن الأول للميلاد، حيث إنّ الورق كانت قد تمت صناعته باستخدام الأخشاب أو الخرق البالية والنباتات التي تحتوي على الألياف، ويتم تحسينه باستخدام بعض المواد الأخرى كلحاء الشجر والقنب، فيتم طحن هذه المواد المختلفة مع بعضها البعض في مطاحن خاصّة بعد أن يتم غسلها جيّداً للتخلّص من ألوانها، ومن ثمّ تضاف إلى العجينة الناتجة كميةٌ من الماء حتّى تصبح ذات قوام سائل، ومن بعدها يتم أخذ الخليط، وتصفيته، والحصول على الألياف المتبقيّة منه، والتي يتم نشرها تحت أشعة الشمس لتجفيفها، ولاحقاً يتم صقل الألياف مع الدقيق والنشا، ومن ثم تجفبفها للحصول على الورق الذي كان يستخدمه الصينيون في ذلك الوقت والذي نراه في مخطوطتهم المختلفة. وقد تمّ تطوير صناعة الورق شيئاً فشيئاً إلى أن وصلت لما هو عليه في وقتنا الحالي، ودخلت عليها التكنولوجيا المختلفة كما دخلت على جميع الصناعات الأخرى، فأصبحت صناعة الأوراق في الوقت الحالي تتم آلياً، وبعدّة أشكالٍ، وأحجامٍ، وأنواع يقوم كلٌّ منها بخدمة غرض معيّن كالتغليف، والكتابة، وأوراق الرسم وغيرها، فتتم صناعة الأوراق في الوقت الحالي من ألياف السيليلوز التي توجد في لحاء النباتات المختلفة والأشجار، ومن ثمّ غربلة السيليلوز، وعندما تخرج هذه الألياف من الغربال تتشابك مع بعضها البعض، ومن ثم ّتجفف فتتكوّن روابط بينها منتجةً بذلك الأوراق التي نعرفها، ومن بعد ذلك يتم قياس قوّة الأاوراق ولمعانه وغيرها من الخصائص المختلفة لهذه الأوراق باستخدام آلاتٍ مختلفة بناءً على التطبيقات التي ستقوم هذه الأوراق بخدمتها، أمّا أوراق الوقت الحالي والتي يتم صناعتها عن طريق الاستعانة بالآلات، باتت تختلف عن تلك الأوراق التي كانت تُصنع بشكل يدوي، حيث يتمثّل الاختلاف الأكب بالانتظام الكبير في الألياف الورقيّة المصنّعة عن طريق الآلات، وبما أنّ الأوراق مصنوعةٌ من الأخشاب فهي تعد صديقةٌ للبيئة، تمتاز بإمكانيّة إعادة تدويرها.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق